[center][b]حوار بين قلم وريشة ..
أقبل القلم معتمراً لأمته ، شاهراً سيفه ، طالباً المبارزة ؛ وأتت الريشة مع المساء ، يحملها الهواء ، تريد اللقاء .
قال القلم : من أنت ؟؟!
قالت: أنا الريشة رمز الشاعرية والجمال والطبيعة ..
قال القلم: هيه ..!!
ذهب الذين يعاش في أكنافهم *** وبقيت في خلف كجلد الأجرب
قالت الريشة: ثم ماذا ؟؟
قال: أنا وسيلة العلم ولغة العقل .. يكفيني فخر أن أول من خلق الله القلم.
قالت الريشة في كبرياء: لماذا أنت جاف صناعي ؟؟!
قال القلم ساخراً: ومني السائل وهو أغلى وأحلى وأجلى؛ نعم ولدت في المصانع لكن الشاعر يخرج ما يريد من خلالي ، فجمعت بين الماضي الأصيل والحاضر الجميل ..
قالت الريشة متفكرة: رحم الله أجدادي .. كُتِب بهم العلم وأنيرت بهم الدنيا في الحرب والسلم.
قال القلم: يكفيكِ أنك أنثى ضعيفة مغلوبة هزيلة ..!
فقالت بثقة:
وما التأنيث لاسم الشمس عيب *** ولا التذكير فخر للهلال
والجليل قبل ذلك يقول : (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))
قال القلم: رحم الله البحتري، وعفا عن المتنبي، وأكثر من أمثال العشماوي ..
قالت: صدقت .. وأكثر من أمثال العشماوي ..
قال القلم في صدق: خدمتِ لغة العلم في السابق وخدمته في اللاحق .
قالت الريشة : فلنخدم لغة القرآن والسنة .
قال القلم في حزن : ولكني أعاني من هم أرقني وقض مضجعي ..
قالت الريشة متلهفة : ما هو ؟؟
قال القلم: البعض يستخدمنا في محاربة الدين من أصحاب علمنة .. ومعتنقي حداثة .
قالت الريشة مقاطعة : لهم الله .. ودولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة .
قال القلم حازماً : إذن فلنؤد الدور المنوط بنا لمحاربة المغرضين .
قالت الريشة : نعم ولكن لابد من نداء ..
فقالا بصوت واحد جهوري : أيها الكتاب الأخيار أنقذوا الصحف من الأغيار.. (( والله معكم ولن يتركم أعمالكم )) ..
=======
والهدف من هذا الحوار هو: أن تعطي القلم حقه وتكتب فيه ما يرضي ربك ..
فرب كلمة قالت للقلم لا تكتبني ..
وأقول.. يا صاحب القلم السيـّال ..!! يا من أعطاك الله القلم السيال ذا البلاغة والفصاحة .. إذا كنت استعملت هذه النعمة في مرضاة الله فهنيـئاً لك ثم هنيئاً .. وإن كنت استعملتها في غير ذلك فأسأل الله لك الهداية إن من كتّابنا من يصيح ملء فمه متكلماً بأمور لا تستحق هذه الضجة بل إنها أحياناً تشوش عقيدة الأمة أو تشكك فيها .. حتى إذا لم يجد من يردعه تمادى وجاهر بالمعصية بل والكفر البواح .. ولو طلب منه أن يكتب عن مصالح الأمة وحقوقها ومالها وما عليها لاعتذر بأعماله التي لا تنقضي وأنها لا تترك له وقتاً كافياً لكتابة المقالات الصحفية .. فأين ذلك الوقت الذي يُهدر في كتابة المواضيع التافهة ؟؟! .. لا أدري !! فهذه حال بعض كتاب عصرنا .. نسأل الله لهم الهداية والرشد ..
=========[/b][/center]